مقدمة الطب الإسلامي

بسم الله.. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، ومن اتبع هداه من بعده...

أما بعد:

تأنيت مدبّرا وتأخرت مفكّرا.. في هذا الموضوع.. ثم عزمت على إبراز ما يجب من الجوانب في هذا الموروث الرباني الذي هو: التداوي على المنهج الإسلامي... أو بعبارة أدق: الطب الإسلامي!!!

وهل يمكن؟؟.. أن نسميه (أو يسمى) كذلك..

وهل سنصطدم مع علمائنا؟؟ قبل أن نواجَهَ من شركات الأدوية .. أو القوانين الشائكة الممتنعة للطب الحديث؟؟

عزمت وتوكلت.. وقررت أن أكون باحثا في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل.. وبحثت عن كلمة الطب والطبيب فلم أجد لهما ذكرا يذكر، وعن كلمة العلاج كذلك.. وعمقت البحث فلم أجد إلا الآية المجلجلة على لسان أبينا إبراهيم من قوله تعالى:... وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ... .

سبحان الله هل المرض فعلا يأتي مني.. وانا السبب فيه؟؟ والشفاء منه لا يكون إلا من الله.. "الشافي".. ولو تعددت العلاجات وتخصصت المشافي... وأخذني هوس البحث في كتاب الله فوجدته سبحانه يقول: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ.. فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا.. وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يُكَذِّبُونَ... فما المقصود بالمرض هنا؟؟ هل هو المرض "المرض"، أو بداية المرض؟ أو هو فقط كناية عن المرض؟ والآيات كثيرة في هذا المنحى!!..

ولما رجعت إلى أدوات التحليل العصرية للطب العرضي وجدت ديباجات لا تنتهي، وأطباء متخصصين مرموقين ينكرون تصرف إدارات القرار.. ابتداء من تطعيم الرضع والأطفال إلى الأدوية الكيميائية للسرطان والألزهايمر والكروون وأمراض القلب والشرايين... وجيوش جرارة تبرم الصفقات وتسن القوانين وترسم المخططات، والتوعية على قدم وساق! وبرامج الوقاية لا تنتهي ترانيمها! ورغم ذلك.. لا تزداد الأمراض والأوبئة إلا انتشارا..

كان إلى حدود العقدين أو أقل.. تطلع علينا برامج توصينا بتغذية متكاملة، وهي كذا من الجبنة وكذا من اللحوم وكذا من النشويات وكذا من الخضر والفواكه... فثبت ثبوتا شرعيا أن ذلك النظام الغذائي هو الذي كان السبب في هذه الأمراض والأعراض، وأن ذلك إنما كان إشهارا من شركات الاستهلاك، ولو أن الأطباء هم الذين سوقوا له.. (او على الأقل هذا ما علمناه إلى الآن)...

بحثنا في عالم الأدوية فوجدنا ان هناك أدوية وهمية تسمى"بلاسيبو" يعني وهمية وكاذبة، يتبناها صناع الأدوية ويصفها الأطباء تحت ذرائع مختلفة، إلى ان وجدت آخر دراسة في الويكيبيديا أن 4% من الأطباء في أمريكا فقط يصرحون لمرضاهم أن الدواء "كاذب"، والباقي يجد له منهجا لتمريره... وفي السنين الأخيرة بدأت دراسات مختصصة تبحث في مزايا "الدواء الكذب" ومدى الأمراض الذي تنفع فيه أكثر من الدواء الصحيح... .

وظهرت بعده عمليات جراحية "كاذبة"(بلاسيبو) تُجرى على المريض قصد إيهامه أنه أجريت له عملية وهي في الواقع ليست إلا جرحا معمقا زاد على مرضه...

وفي مقابل هذا تجد ضروبا من الطب فرضت نفسها.. بل ودخلت الجامعات لتدرّس .. كالطب الصيني الذي لم يبق بلد شرقي أو غربي إلا دخله من أوسع أبوابه.. ثم الطب الهندي (أيويرفيدي) بطقوسه السحرية.. كذلك أصبح يسوق له الغربيون.. وأصبح ملاذا للأطباء عندما يمرضون أكثر من غيرهم..

ولا ننسى الخرافات الغربية كالعلاج بالسحر والعلاج بالمغناطيس والعلاج بالطاقة والعلاج بالتركيز والعلاج من المرض بنفس مسبب المرض... ولو بحثت لتهت بين من يعالج بيديه والآخر بعقله والآخر بمركبات معدنية وأخرى عشبية وأخرى بطقوس بوذية وأخرى شامانية... وكل هذا يتم فيه بحث الباحثين المتخصصين في الغرب، بل وهناك من يتخصص فيه ويدافع عنه على حسب منهج علمي أبدعه وأسماء ومسميات نقلها أو أنشأها...

والمسلم عندما يطوف في هذه الأسواق النافقة موادها التي ذكر بعضها وجهل جلها، يسأل نفسه: أين هذا من الإسلام؟ وهل فعلا في الإسلام عبادات ومعاملات وفقط، والطب والفيزياء والكيمياء... خصوصيات علينا أن ننساق لها مع البر والفاجر؟؟ ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: أنتم أعلم بشؤون دنياكم..

ألا يوجد في كتاب الله من يقوّم صلب العلماء والأطباء بقاعدة بيانات قرآنية في الطب وغيره من العلوم حتى يقتدوا بها ويكون لهم قدم السبق في التفسير الفعلي لقوله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ.. كما كان لبعضهم السبق في التفسيق والتبديع والتكفير والتفجير...

قال بعض المفسرين: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ.. مِنَ للتبعيض، وهم في ذلك على صواب إذا كان المقصد أن من القرآن وقاية، ومن القرآن تعلم وتثقف في معرفة الضار والنافع والحلال والحرام والأحكام، ومن القرآن إيمان وترقي في المعاملات والسلوك في الصبر والرحمة والإثار وعدم التكبر والاستكبار، ومنه شفاء من العلل إذا حصلت ومن الأمراض إذا أصابت.. أما بعض المتأولين فأنكروا أن من للتبعيض حتى لا يفهم أن بعضه لا شفاء فيه، وقال بعضهم: من: لابتداء الغاية، ويصح أن تكون لبيان الجنس كأنه قال وننزل ما فيه شفاء "من القرآن".. والكل على صواب إذا احسنت النية وكان التفكر والتدبر.. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لم يستشف بالقرآن لا شفاه الله.. ولو أن منهم من ضعف الحديث، لأنه فقط لم ينظر إليه من الوجهة الطبية...

لعلي أطلت في هذه المقدمة الشائكة دروبها، وذلك لدسامة هذه المادة التي قد لاتزال في المخاض، أو هذه الثكلى التي أوتيت كل مقومات الحياة فأصبحت بعد العين تبحث عن أيّ حيثٍ و أين..

إذا رجعنا إلى القصص القرآني (الذي لم يعط حظه من البحث والتحقيق إلى الآن.. ومع كل أسف) نجد بعض المعطيات، من المفروض أن نقف لها وقوف المؤمن الذي يبحث في دينه وعقيدته:

نبي الله أيوب عليه السلام شُوفي بالدعاء قال تعالى: وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ.. وبين الحق سبحانه شفاء خارقا كما كان توجه نبي الله أيوب صادقا، قال تعالى: ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ..

ونبي الله عيسى عليه السلام، قال تعالى على لسانه: ... وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ.. وفي القرآن درر يجب أن تفهم مقاصدها كي يصح السير فيها، فنبي الله عيسى يقول: " أُبرِئ " ولم يقل أشفي، وإن كانت الكلمة أقرب ما تكون من: "أعالج" ولكنها أعمق، لأن العلاج يكون على الظاهر وأباشر أقل.. اما كلمة " أُبرِئ " فهو تحرر إلى حد مما كان السبب في العلة، وهذا فقط تعبير سطحي اما معناه فلا يوجد إلا في تحليل الحروف على "الأنوار المحمدية".. ويختم ذلك بأنه يفعل ذلك "بإذن الله" وهذا له دلالات أخر..

ولنبي الله عيسى دُرر علمية أخر قال تعالى: وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ.. . أجل إحياء الموتى! ولعل المسلم يسأل بتحفظ، هل هي حياة كلية بعد موت نهائية؟ الجواب نعم حياة كل خلية في موضعها وسيلان كل قطرة دم في موقعها ورجوع كل فكرة إلى مكانها... والضمير في: " أُبرِئ " و "أُحْيِي" هو راجع إلى الفاعل البشري، يعني ان له مقدمات فعل ومعمقات تواصل في الفعل ومراقبات لسلامة الفعل... وضمان ذلك وسلامته العلمية مكفولة بـــــ" بِإِذْنِ اللَّهِ"...

اما إذا رجعنا إلى الهدف المنشود بعد المرض الذي هو "الشفاء"، فإننا نجد هذه الكلمة على مستويات في كتاب الله، ولا أظن أن احدا مما يُعلم كلف نفسه عناء البحث في هذه الآيات الست الواردة لعل الله يفتح به وعلى يديه، والحق سبحانه وتعالى يقول: مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ..

فإذا بحثنا في الآيات الواردة بوازع معرفي و بفهم طبي فإنه يتجلى لنا أن كلاّ من الآيات العظيمة بيّنت لجانب منفرد من الشفاء حسب أصله وفصله وحكمته..

الأول: هو أن المرض يكون سببه العبد والشفاء منه لا يكون إلا من الحق سبحانه وذلك بيانه في قوله تعالى (وإذا مرضت فهو يشفين).. وقد سبقت الإشارة إلى الآية العظيمة.. وهذه الآية تعتبر مدخلية، او بابية، أو منهجية..

الثاني: ويدخل فيه العموم والعوام بعدل الله تعالى، فعلى الله للناس رزق وحياة ومعاش.. وإذا مرض دواء.. قال تعالى في عسل النحل: يخرج من بطونها شرابٌ مختلفٌ ألوانه فيه شفاءٌ للناس.. (الحق فيه لكل الناس).. ولكن في هذا العموم خصوصية لم يستفد منها المسلمون، وذلك ما جاء قبل في بداية الآية من قوله تعالى: وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ، ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا.. فالحق سمى هذه الهداية للنحل وحيا، والوحي أحق أن يتبع، والمقصود به هنا وحي في العلاج يسره الحكيم العليم على يد النحلة: أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ.. وهذا بعد مكاني: هو الجبال والشجر وكل ما يعرش (وترفع أغصانه).. وله كذلك حيز زماني: (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ) وهو وقت الثمرة في كمها والزهرة في وقتها.. وتقنية متلازمة: (فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا)... والمقصود بالاية الكريمة الدلالة على أبعاد فعلية في ظروف زمانية وبتقنيات محكمة.. هي موجودة في العسل ولكن لك أيها المؤمن في القرآن منهجا أوحى به العزيز الحكيم إلى النحل فعمل به.. فهل يجد الباحث والطبيب والمفكر المسلم صعوبة في ما فهمته حشرة؟؟؟... وهذا الأمر يعمل عليه "الناس" من غير المسلمين، وإن لم يجيدوا فيه كما جاد النحل بصدقه إنما المسلمون عنه في غياب تام...

الثالث: وهو خاص للمؤمنين وهو على ثلاث مراتب:

أ) بداية تغير القلب بالغيض ثم بالكراهية ثم بالبغض ثم بالحسد، قال تعالى: وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ.. وهذه إن شئت قلت من أبواب الوقاية قبل الوقوع، وهي أمراض نفسية يجب علاجها وعقبات سلوكية يجب تذليلها بمراجعة النفس وهي واضحة في الآية: وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ.. إذن تلزمها توبة خاصة وإقلاع نهائي..

ب) انفتاح الطريق امام السائر والقاصد بالعمل بالقرآن قال تعالى: قل هو للذين آمنوا هُدى وشفاء.. ومنافذ الهداية السمع والبصر وجميع الحواس الظاهرة ودليله قوله تعالى: والذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمىٌ..

ج) نهاية للراسخين والموقنين من المؤمنين قال تعالى: وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمة للمؤمنين.. ونقمة للضالين والمضلين: ولا يزيد الظالمين إلاّ خساراً..

ثالثا: منهج للحياة ويختم الحق به بدأ به قال تعالى: يا آيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاءٌ لما في الصدور وهدًى ورحمة للمؤمنين...

ومن نظر إلى سنة وتشريع وتقرير الرسول الكريم في كل هذا يجد موسوعة من التداوي والتعالج وأساليب البرء كما ورد ذلك في أطوار ما ذكرناه.. فتارة توصيه ملائكة الرحمن وهو صلى الله عليه في معراجه العظيم وتوصيه بالحجامة كما ورد عن طريق أنس قال صلى الله عليه وسلم: ما مررت ليلة أسري بي بملإ إلا قالوا يا محمد مر أمتك بالحجامة.. وتارة يبين الرسول الكريم أن الدم يبيغ في الإنسان وقد يقتله كما ورد عن أنس كذلك قال صلى الله عليه وسلم: من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر أو تسعة عشر أو إحدى وعشرين ولا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله...

وهنا وجه آخر لعمل الحجامة وهو رصد اوقات معينة وفي أحاديث أخرى ظروف معينة وحالات من شأنها نجاح العمل الطبي وأخيرا يبين الرسول الكريم مدى أهمية هذه الممارسة "الحجامة" في الطب قوله صلى الله عليه وسلم: إنْ كان في شيءٍ من أدويتكم خيرٌ، ففي شَرطةِ محجمٍ، أو شربةِ عسلٍ، أو لذعةٍ بنارٍ تُوافقُ الداءَ، وما أحب أنْ أكتوي...

ومن طاف بالأدب النبوي في الدلالة على الطب والعلاج والتداوي يجد فيه ما يشفي الغليل المعرفي، وما يؤصل لبحث اكاديمي عبر السنين والقرون، كسنته صلى الله عليه وسلم في الأكل والشرب والنوم والسير... (وهذا كله متعلق بنظام الحياة في الغذاء والحركة والسكون)... ودلالته صلى الله عليه وسلم في قوله: أن المعدة حوض البدن والعروق إليها واردة فإذا صحت المعدة صدرت العروق بالصحة وإذا سقمت المعدة صدرت العروق بالسقم.. وإن كان للحديث ضعف من حيث السند فإن له سند علمي قوي وهذا يعرفه الأطباء.. وقوله صلى الله عليه وسلم: صوموا تصحوا.. وقال صلى الله عليه وسلم: داوُوا مرضاكم بالصدقة.. وله نفس الحكم...

ولا يغيب عن الذكر ما دل عليه الرسول الكريم في شربة العسل وفي الدلالة على كثير من انواع الأعشاب والحبوب، وفصل فيها الرسول الكريم تفصيلا لم يُنظر إليها إلى الآن بعين علمية، حتى تصنف أقواله صلى الله عليه وسلم وتصنف الأنواع العشبية التي دل عليها بمعرفة مكوناتها حتى يكون عليها القياس ويتحصل منها على الاجتهاد العلاجي والطبي السني كما يحصل ذلك في الأمور الفقهية...

ولا يغيب سر الرقية وتأثيرها في الأمراض والأعراض المادية، فكيف ثبتت هذه العلاقة وكيف أثر المحسوس في الملموس وكيف غير القول القلبي في المرض المادي...

ولم يغب عن التشريع النبوي في الطب تأثير النظرة الحاسدة والفكر الماكر وفعل السحر وكيف هو تركيبه، وكيف يؤثر الجن على الآدمي والشيطان على المؤمن وكيف تتم المنعة وكيف يثبت التحصن....

طب رباني وعلم نوراني.. وآليات البحث العالمية تبحث عن أجوبة في كل هذا، فيزياء الكموم، وتأثير ما دون الذري، وتفاعل وتجانس الكائنات والمكونات، والطب الكمومي في كل ما ذكر في برمجة الخلية ومكوناتها وتأثيرها على القرار والرغبة، وعلاقة فعل الإنسان بباطنه ومحيطه القريب والبعيد... وهذا غيض من فيض اجوبته كلها في كتاب الله العزيز الحكيم وسنة رسوله المصطفى الكريم.. دلالتها العلمية التقنية لا مثل لها ولا نظير، بقيت في رفوف الانتظار وفي دهاليز التهميش.. امتدت إليها أيادي كل من هب ودب يريدون بذلك عوضا وعرضا، بقصد أو بغير قصد.. وحللها وناقشها من كان نصيبه من العلم لقلقة كلام.. وأطباؤنا أُرغموا على اتباع منهج مبرم الأرضية ومصان الحوافي، لا يجوز الزيغ عنه، ومرضانا يساقون حيث يراد بهم... وهذا لا يخفى على عاقل...

لهذا طالت بي هذه المقدمة، وأنا ألجم القلم ما استطعت إلى ذلك سبيلا، ولكن ما تنافى مع معتقدي فلا أعصي به قلبي ولا أتعسف به على قلمي، وأنا لست طبيبا ولكني مسلم تتلاطمه أمواج حقائق السنة وتتعاصفه رياح التشريع، أمد يدي لعلي أجد أخا او رفيقا أو صديقا يصاحبني في المسير.. ويتعجل معي بزوغ فجر التغيير..

إن الله على كل شيء قدير.. وصلى الله عليى سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..

 

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire