كلمة: مَرِضْتُ..

فالصورة تبين الأشخاص الأكثر تعرضا للمرض و هم الذين افتقدوا أكبر نسبة من الأنوار.. و المعنى أنهم يحملون أكبر نسبة من الأكدار، و جاءت الأنوار و الأكدار رباعية في الكلمة و أود أن زيادة بعض التوضيح للباحثين حتى يتبين الأمر..

* فالنور الأول هو نور الميم، و هو من حروف الآدمية و له من الأنوار الذكورية، ومعناه النفع الذي لا ينتهي، و المعنى أنه من لا يرجى منه نفع للعباد و للبلاد فقد افتقد نور الذكورية (و سيأتي مفصلا إن شاء الله)، و هذا الشخص يكون معرضا للمرض بنسبة 1/4 .. و السبب الذي يأتي منه هذا النور الذكورية أو عكسه التخريب

هو نور الفتح الذي على الميم، و له نور الصدق، بمعنى لو أن العبد يتحرى الصدق يكون له عتق من المرض بنفس المعدل السابق..

* النور الثاني لحرف الراء و هو حسن التجاوز في الأحوال، و صح قول الأطباء أن كل الأمراض المزمنة والخطيرة كان سببها حزن شديد أو فرح شديد، و الجليل نهى عن الوقوف في الأحوال و بينت لذلك الأنوار المحمدية، و لتفادي التطويل نمر مرور الكرام وسنبين له بإسهاب في موضعه بفضل الله تعالى.. أما نور الحركة و هو هنا للكسر و له نزع حظ الشيطان، فالمدخل لنور الراء الذي هو حسن التجاوز من نور شكله الذي هو نزع حظ الشيطان، و اللبيب يرى علاقة ذلك باطنيا و أثرها على الظاهر و الله الموفق..

* أما النور الثالث فهو للضاد، و له نور قول الحق، أما نور الحركة التي هي سكون الضاد له من الأنوار النفرة عن الضد، و معلوم أن ظلمة الحرف هي الكذب و ظلمة الحركة هي النفور من الحق أو النفرة إلى الضد..

* الحرف الثالث هو التاء، ولها من الأنوار الفرح الكامل، ومعناه أن من لم ير أثر نعمة الله عليه فهو المغبون حقا، ولا يمكن أن يفرحه شيء البتة فلا يسقر حاله، وحركتها للضم وهو قبض مطلق، وأي ظلمة دخلت منه تصنف المرض في شاكلة وتنتقل به على الأعضاء الظاهرة والباطنة...

قراءة أخرى تخصصية:

إذا أردنا أن نعمق البحث على أنوار الكلمة "مرضت" بطريقة لا يرفضها الأطباء، وينشدها المرضى، فإننا نربط الأنوار بوظائف الأعضاء..

فلو فرضنا أن نور الميم (النفع أو الذكورية) له علاقة مباشرة بجهاز الهظم كله لارتباطه بحاجة الغذاء والماء ويمكن أن يضاف له مسالك الهواء وكذلك ظاهر الجسد لتأثيره بالحرارة والبرودة... ففاقد النور أول ما يتأثر منه هذه المنطقة، وعلى حسب شكل الحرف تبقى سبع أنوار أخرى تؤهل العضو أو الأعضاء إلى الضرر، ثم يكون انتقال المرض وتفشيه حسب ضعف الفرد السلوكي وهشاشة أعضائه وقلة منعتها...

أما الراء التي لها من الأنوار حسن التجاوز، وهو عقد وحل يبرم فكريا في النازلة فيؤخذ القرار للتجاوب معها إيجابا بحسن التجاوز أو سلبا بسوءه، فالأمر إذن متعلق بالعقل وما يرتبط معه من الجهاز العصبي كله، ومن هنا يستشف أن الظلمة لها تأثير مباشر على ما يرتبط معها من وظائف العقل والجهاز العصبي ..

الحرف الثالث الضاض، وله من الأنوار قول الحق، وله ارتباط بالعقل الباطن وما له أولوية عليه وهو القلب المقرر، وله اتصال مع الغدد والإفرازات الهرمونية (والأطباء المتخصصون يمكن لهم شرح هذا والانتباه إلى تأثيراته الإيجابية على الجسد والسلبية إن انتكست الأنوار)...

التاء لها من الأنوار الخوف من الله عز وجل، وهي مهمة قلبية محضة، ولها اتصال مباشر مع العقل وباقي وظائف الأعضاء، فإن افتقد النور تخلخلت وظائف الفرد ظاهرة وباطنة وإن كان يظهر للعلن أنه أقوى الناس..

وهكذا اكتملت الصورة للطبيب الحاذق بحيث أن الأنوار توفر له تشخيصا أساسيا يمكن من خلاله أن يتوجه إلى علة العضو مباشرة بعد البحث والتحليل مع المريض في الأنوار المفتقدة فيه،فيمكن من خلال العلة أن يعرف مدى الأنوار المفتقدة فيه، أو من خلال سؤاله (ويجب أن يكون الطبيب ملما بالأنوار) أن يقف على أصل العلة ومنبع ضررها (وإن كانت الاستعانة بالأجهزة الحديثة للكشف و التحليلات الطبية المتخصصة) فإنه يقف فعلا على أصل العلة وتنكشف له صفحة المرض جلية يقرر فيها وينفذ بما يراه في توقيف أسباب المرض الحقيقية (وإن لم يكن إلا هذا فهو كافي لأن جهاز المناعة الطبيعي إذا تحرر يتدخل بكل كفاءة)...

باختصار شديد أن من توفرت فيه هذه الأنوار الأربعة فقد تمسك بأسباب السلامة في جسده، و كلما نقص نور إلا حلت مكانه ظلمة، و لا يمكن بحال من الأحوال أن نجد الظلمات تجتمع في الفرد و يكون معافا في صحته و بدنه، و هذا الذي نود أن ينكب عليه علماء الاختصاص، و كما يقال أن من الحكمة أن توضع الأمور في أماكنها فلا يجب أن يخلط بين المرض و الشفاء أو بكلمة أفضل بأسباب الشفاء و كذلك بين المرض و السّقم فلكل معناه و لكل نوره و في ما يأتي كلمة شفاء، أو كما جاءت في الآية التي نحن بصددها: وَإِذَا مَرِضۡتُ فَهُوَ يَشۡفِينِ..

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire