أوجه الضرر من الوجهة العلمية:

كل العلماء الميدانيين والخبراء والمتمرسين يهمشون مباشرة بعد الكشف عن نتائج، وكل قرار تأخذه الشركات المستفيدة أو الجهات المعنية في التنفيذ له طواقمه وإدارته المستقلة، ولا هدف له إلا الإنتاج والربح... فلا يقبل من أي أحد من هؤلاء أن يتكلم على إشباع الجوعى أو حفظ كرامة الأسر أو التخفيظ من نسبة وفيات الأطفال من جراء سوء التغذية... ويجب على المنظمات الغير حكومية في العالم أن تعمل على محاربة هذا التطرف السوسيولوجي والأنطروبولوجي بالسعي في إنشاء قوانين، أو تفعيلها، تجرم هؤلاء وأمثالهم، الذين يلبسون أقنعة ليسوّقوا إلى مصالحهم الشخصية سواء باسم الغذاء أو الدواء أو حتى باسم السياسة أو الدين... .

يقول د. محمد الفايد (المتخصص في علم التغذية، والذي يحارب في العالم العربي والمغرب مروق الناس من النظام الغذائي السليم منذ أزيد من عقدين).. يقول في الموضوع ما يلي:

ولا نظن أن العلماء الذين عملوا في ميدان الهندسة الجينية أو البايوتيكنولوجية، يتفقون مع الشركات التي تستغل هذه العلوم لهدف مادي محض.. ومن جملة الأهوال التي قد تتسبب فيها الهندسة الجينية:

* القضاء على النباتات الأصلية أو الطبيعية، مع عدم التمكن من الرجوع إلى السلالات الطبيعية.. (وهذه سابقة في التطاول على الهندسة الطبيعية للمخلوقات الأرضية سواء كانت نباتية أو حيوانية.. وإذا كان العلم إلى الآن لم يتوفق في معرفة كل الأصناف النباتية على وجه الأرض، فكيف يمكن له أن يعرف مدى نفعها على الإنسان أو في البيئة، وفي كل مرة يخرج لنا الباحثون بأسرار عن عشبة معينة أو حشرة مجهولة كانت تساهم في التوازن دون ما ندري...) وأطمئن د. الفايد، وأخبره كما وصلني من أحد الأحباب الفرنسيين المسلمين الذين يغارون كما نغار، أن مجموعة من الباحثين نجحوا في تجربة رائدة وفريدة من نوعها، انهم عندما أعادوا غرس بعض البذور المغيرة جينيا في مكان نظيف عدة مرات وأعطوها ما يلزمها من العناية الطبيعية، استطاعت أن تسرجع شفرتها الوراثية بفضل من الله وحكمته سبحانه... إلا أن هذه المجموعة.. لفّقوا لها تهمة الاتجار في الحبوب الغير مرخصة قانونيا، وأدخلوهم السجن... ولو لمدة قليلة!!!

* انخفاض الجودة الغذائية للمخلوقات الجديدة، ولو زعم أصحابها أنها بجودة أحسن.. (سماها د. الفايد المخلوقات الجديدة، وأنا أفضل أن أسميها المصنوعات الجديدة... فلو كان العلم يقر أن أي تغيير يحصل في التركيبة الأولى لأي مصنوع ابتداء من أبسط الأشياء إلى أعقدها، يغير في أصل الشيء وطبعة والغاية منه... فكيف يجرؤ هؤلاء على القول أن المغير وراثيا لا تتغير مكوناته النافعة... وقد أضيفت لكثير من جينات الحبوب جينات كيميائية وليست فقط حيوية... وكيف سكت على ذلك العلم والعلماء؟؟ وكيف حشدوا 100 جائزة نوبل على إثبات ذلك؟؟؟...)

* عدم التأكد من حمل جينات خطيرة من لدن النباتات المغيرة ومرورها أو تمريرها إلى الإنسان... (أجريت اختبارات في المغرب فقط على الزعتر البري عبر مجموع التراب المغربي، فوجد أن في مكان تصل نسبة التيمول فيه أعلى نسبة والكالفاكرول إلى أدنى نسبة، وفي البلد الثاني العكس تماما، فبالطبع هذا ينفع لغير ما ينفع فيه الآخر وإن استعمل لنفس الغرض ضر بدل النفع... وهذا في إكليل الجبل (أزير) وفي كل الأعشاب يحصل هذا... فكيف يجرؤ قائل على أن الأصل الجيني لا يؤثر في مكونات النبات أو الحيوان، إذا كان تنوع التربية فقط يؤثر، وكذلك الطقس والري وأمور أخرى، وكيف يفتري من يقول أن مكونات النبات أو الحيوان المغير في مكوناته لا تنتقل هذه المكونات إلى الإنسان؟؟؟... ولا أقول أكثر من ذلك تحفظا.. واللبيب بالإشارة يفهم...).

* عدم التحكم في هذه النباتات وما قد تحدثه بالبيئة، وعدم الرجوع إلى الوراء في حالة ظهور كارثة طبيعية من جراء هذه المخلوقات الجديدة.ـ. (بدون تعليق... وتكفي أهوال الحروب، والتهديدات النووية، والإرهاب، وعدم ترشيد السياسة، فلا نخوف الناس أكثر!!!)

*تعميم تقنيات التغيير الوراثي، والعبث بالأنواع والسلالات النباتية.. (صحيح أن السلالات النباتية خلقة ربانية، وقد سبق الكلام على هذا.. فكيف يعبث العبد الذليل الفقير بمخلوق رباني لم يعرف حتى الغرض من إنشائه، ومثل من يفعل هذا كمثل من يعبث بأجزاء أعضاء جسمه ضانا أنه يمكن الاستغناء عنها ...)

* احتمال فقدان السيطرة على النباتات العبر جينية، وخطر التناسل مع النباتات العادية. ولا نعلم ما قد يحدث، أو يمكن أن يطرأ على العالم الحي بأكمله، من جراء الجينات أو المورثات المنقولة إلى الكائنات المغيرة... (هذا يسمى بكل بساطة: تغيير خلق الله.. وهذا سنتطرق إليه منفردا حتى تفهم الوجهة الدينية في الموضوع..)

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire