فلننظر إلى أنوار كلمة

فإذا كان لك حبيب أو قريب أو صاحب، فانصحه و قل له اعتن بنفسك، أو اعتن بصحتك، و حفزه على ذلك، و رغبه فيه، و ليس المقصود بالمحافظة على الصحة الأكل الجيد المتوازن ولا لعب الرياضة... و الواقع أنه إذا كان الناصح الحقيقي فليقل لحبيبه و خليله: إتق الله، لأنك بها فقط تحفظ فعلا صحتك وتوازنك ومحيطك...

و لا ننسى أننا نتكلم عن الكهرباء، و إن كانت فسيولوجية، و طبع الكهرباء التنقل، و طبع الأجساد مرور الكهرباء، فإذا كان الجنين في بطن أمه يتأثر بانفعالاتها عندما يكون إفراز مخها للأنظمة الكهرفسيولوجية الثالثة أو الرابعة، فينصح أطباء النفس بأن تهدأ الأم و تستمع الأم إلى الموسيقى الهادئة كبعض مقامات موزار و شوبان و بيتهوفن، أليس هدوء الأم مضمون في التفكر و التدبر بالله و في الله و لله، و بذكر الله أو بقراءة ما تيسر من كتاب الله، أو التفكر في آيات الله أضمن للسكينة و أضمن للدماغ في إفراز أنظمة كهروفسيولوجية مريحة للأم و للجنين؟؟..

و ينتقل الكهرباء المهدئ من الأم إلى الرضيع كذلك أو الطفل المحتضن بالمحبة، و كذلك من الزوج إلى الزوجة و من الزوجة إلى الزوج.. و لا يستغرب الإنسان أن شرعت في الإسلام صلاة الجماعة و مجالس الذكر، و قول الحبيب الطبيب صلى الله عليه وسلم: ( تزاحموا تراحموا )، و قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تصاحب إلا مؤمنا و لا يأكل طعامك إلا تقي)..

الصحة و العافية و السعادة إذن لا تكون إلا بالإيمان الحق، و الانتفاع الحق لا يكون إلا مع المؤمن الصادق وهذا معنى قوله تعالى: (وَلَا تَنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكَٰتِ حَتَّىٰ يُؤۡمِنَّۚ وَلَأَمَةٞ مُّؤۡمِنَةٌ خَيۡرٞ مِّن مُّشۡرِكَةٖ وَلَوۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡۗ وَلَا تُنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤۡمِنُواْۚ وَلَعَبۡدٞ مُّؤۡمِنٌ خَيۡرٞ مِّن مُّشۡرِكٖ وَلَوۡ أَعۡجَبَكُمۡۗ أُوْلَٰٓئِكَ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِۖ وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ وَٱلۡمَغۡفِرَةِ بِإِذۡنِهِۦۖ وَيُبَيِّنُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ ٢٢١)..

(وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيۡتُونِ ١ وَطُورِ سِينِينَ ٢ وَهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ ٱلۡأَمِينِ ٣ لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِيٓ أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٖ ٤)

المعنى العربي و الظاهري لكلمتي التين و الزيتون ما هو معلوم عند الخاص و العام من الناس، و كما قال الغزالي لا يجب أن يتخطى المعنى العربي و معناه في كلمات القرآن و معانيه في التفسير و التأويل.. و هذا إنما يدل على أن الجليل جل في علاه ينبه إلى هذه الفاكهة العجيبة التين و هذه الخضرة الكاملة الزيتون و ما فيهما من النفع و الخير و البركة، و هذا ما يجعلنا ننكب عليه لمعرفة ما جاد الكريم بمعرفته..

 

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire