ما هو التحليل النفسي الرباني:

إذا رجعنا إلى علم النفس الحديث (psychologie moderne) أو علم النفس التحليلي أو التحليل النفسي (psychanalyse) والذي أظهره "فرويد" (Freud) في القرن التاسع عشر، الذي أظهره في كتابه: تفسير الأحلام، والذي ألحق البحث فيه والعلاقة بالجنس عند الأطفال... وبصرف النظر عن مذهبه المارق ومنشأه الفاسد وميولاته الشاذة، فإنه قدم لمكتبة علم النفس ما لا ينكره إلا جاهل، وإن كان ابن سينا أول من تكلم على أن التأثير النفسي له علاقة بوظائف الأعظاء، لكنه لم ينظر فيه حينها إلا لسلوك العشق النزوي وضعف الشخصية فيه، وإن بعض الأطباء العرب بعده أنشأوا الموسيقى وجعلوها علاجا للمختلين عقليا، فإن كانت تلك الأعمال بقيت مرهونة بهياكلها الفعلية، إلا أن لها أصلا في الحقيقة أهمل، وذهبت فصوله بين لهو اللاهين وجفاء المغرضين...

فهل من خلال ما ذكرناه بإيجاز شديد من الآيات والأحاديث، وتاريخ الطب الإسلامي، يحق لنا أن نتكلم على تحليل نفسي رباني أو إسلامي (psychanalyse divine).. أو يمكن أن نسميه: الرجوع إلى طبيعة الفطرة؟؟ أو طب النفوس... أيا كانت التسمية، فلم يأت الدين إلى بذلك، ولم ينص إلا على ذلك.. وتربية النفوس هي القطب المحوري الذي دارت حوله جميع الأديان، وما جد دين إلا بعد نزوات النفوس وإفلاسها... فهلا عرفنا ما هي النفس أولا..

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire