أصحاب القراءات

خصوص المسلمين و عامتهم يعلمون

 أن الروايات السبع محفوظة، و كلها سالمة وسليمة من التصحيف و الخطأ، و من المجتهدين من جعلهم عشر قراءات، و لا نمر دون أن نذكر و لو نبذة يسيرة عن هؤلاء الأعلام الكرام ..

 

* رواية الإمام نافع.. و هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي.. قرأ على طائفة من تابعي أهل المدينة، و روي عنه أنه قرأ على سبعين من التابعين منهم الأعرج و أبو جعفر القارئ و شيبة و الأعرج و نافع و أبو الزناد و غيرهم... و تسمى روايته قراءة أهل المدينة قال عنها الإمام مالك قراءة أهل المدينة سنة.. و يروى أنه كانت تشم منه رائحة المسك، و كان لا يمس الطيب، و قصة ذلك أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأه القرآن في فمه و منذ ذلك الحين بدأت رائحة المسك تخرج من فيه.. و روى عنه إمامين .

* قالون.. و هو عيسى بن ميناء بن وردان بن عيسى الزرقي، و هو الراوي الأول للإمام نافع أو لرواية المدينة.. و يحكى أنه كان أصم لا يسمع البوق فإذا قرأ عليه القرآن سمعه.. روى الحديث عن شيخه الإمام نافع و عن محمد بن جعفر بن كثير و عبد الرحمن بن أبي الزناد و عرض القرآن أيضا على عيسى بن وردان ..

* ورش.. هو عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمر بن سليمان بن إبراهيم كنيته أبو سعيد المصري المقرئ.. قرأ القرآن على نافع و جوده عدة ختمات، و هو الذي لقبه بورش لشدة بياضه.. و إليه انتهت رئاسة الإقراء في مصر أيامه..

* الإمام ابن كثير.. هو عبد الله بن كثير بن عمر بن زادان بن فيروز بن هرمز المكي.. و هو إمام المكيين في القراءة.. و قرأ الإمام على أبي بن كعب و قرأ مجاهد على بن عباس و حديث ابن كثير مخرج في الكتب التسعة.. و تلقى عن عدد كثير كعبد الله المخزومي و مجاهد بن جبر و هو أخذ عن أبي ابن كعب و عمر ابن الخطاب و ابن عباس ... و هو أخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

* البزي.. أحد رواة ابن كثير، و هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة مقرء مكة و مؤذن المسجد الحرام.. و كان إذا ختم كل سورة كبر و إذا قرأ الضحى كبر... و صيغة التكبير: لا إله إلا الله و الله أكبر..

* قنبل.. و هو الراوي الثاني لابن كثير و هو محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد بن جرجة المكي المخزومي.. أخذ القراءة عن أبي الحسن و عن البزي وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالحجاز..

* الإمام أبو عمرو بن العلاء.. هو زبان بن العلاء بن عمار بن العريان المازني.. و هو مقرئ أهل البصرة.. و قراءته كذلك بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..قال شجاع بن أبي نصر: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فعرضت عليه أشياء من قراءة أبي عمرو فما رد علي إلا حرفين أولهما: و أرنا مناسكنا، و الثاني: ما ننسخ من آية أو ننسها، و كان يقرأها و ننسأها .. و عن سفيان بن عينية قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله قد اختلفت علي القراءات فبقراءة من تأمرني أن أقرأ، فقال إقرأ بقراءة أبي عمرو ابن العلاء..

* الدُّوري.. و هو الراوي الأول لأبي عمرو بن العلاء و روى كذلك للكسائي.. وهو حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان المقرء النحوي البغدادي مقرئ الإسلام وشيخ العراق في وقته..

* شعيب السوسي.. و هو صالح بن زياد بن عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن الجارود.. سمع بالكوفة من عبد الله بن نمير و من أسباط و بمكة من سفيان بن عيينة ..

* الإمام بن عامر الدمشقي.. هو عبد الله بن عامر الشامي و هو من التابعين، و كان إماما بمسجد الأمويين في عهد خلافة عمر بن عبد العزيز ، و هو إمام أهل الشام في القراءة.. و قراءته بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم..

* هشام بن عمار.. أول راوي عن ابن عامر، و هو هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة بن الوليد.. شيخ أهل دمشق و مفتيهم و خطيبهم و مقرؤهم و محدثهم..

* ابنذكوان.. و هو الراوي الثاني لابن عامر و هو عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان القرشي الدمشقي..

* الإمام عاصم.. هو أبا بكر عاصم بن بهذلة أبا النجود الأسدي و هو من التابعين.. و هو مقرئ أهل الكوفة.. و روايته كذلك بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم..

* شعبة.. الراوي الأول لعاصم.. و هو أبو بكر شعبة بن عياش بن سالم الأسدي الكوفي..

* حفص.. و هو الراوي الثاني لعاصم، و قراءته هي المتبعة في كثير من البلاد العربية، و هو الإمام حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي و كان صاحب الإمام عاصم..

* الإمام حمزة .. هو حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الإمام أبو عمارة الكوفي.. أدرك الصحابة بالسن .. قرأ القرآن على الأعمش و حمران بن أعين و محمد بن عبد الرحمن و منصور و غيرهم و قرأ أيضا على جعفر الصادق.. و روايته متواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم..

*خلف بن هشام.. هو الراوي الأول لحمزة.. و هو خلف بن هشام البزار أبو محمد المقرئ البغدادي .. و له اختيار أقرأ به وخالف به حمزة..

* خلاد بن خالد.. هو الراوي الثاني و هو خلاد بن خالد الصيرفي و قيل ابن عيسى ابو عيسى و قيل أبو عبد الله الشيباني الكوفي الأحول..

* الإمامالكسائي.. هو علي بن حمزة النحوي يكنى الكسائي و أبا الحسن الأسدي الكوفي و هو من الأعلام.. سمع من جعفر الصادق و الأعمش و زائدة و سليمان بن أرقم.. و قرأ القرآن و جوده على حمزة و عيسى بن عمر الهمداني.. و اختار لنفسه قراءة و رحل إلى البصرة.. و قيل عنه إليه انتهت الإمامة في القراءة و كذلك العربية.. و قد أخذ في قراءة حمزة ببعض و ترك بعضا.. قال الكسائي صليت بهارون الرشيد، فأعجبتني قراءتي فأخطأت في آية لم يخطئ فيها صبي، قلت بدل: لعلهم يرجعون، يرجعين.. فوالله ما اجترأ هارون أن يقول شيء، و بعد السلام قال و أي لغة هذه، قلت يا أمير المؤمنين قد يعثر الجواد، قال أما هذه فنعم..

* أو الحارث.. و هو الليث بن خالد أبو حارث البغدادي و هو الراوي الأول للكسائي..

* الدُّوري.. و هو حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان.. و هو أول راوي لأبي عمرو بن العلاء البصري و كذلك راوي للكسائي.. و كان قارءا على الروايات السبعة..


   و هؤلاء هم أعلام القراءات السبع كما ثبت عن أهل الاختصاص، و منهم من جعلها عشرا، نذكر من الأئمة ما تبقى من العشرة حتى تتم الفائدة لأهل الروايات و يفتح باب رباني بمعرفة معنى الحرف القرآني الذي وقفت عليه الرواية أو القراءة، و في ذلك فليتنافس المتنافسون ..

* الإمام أبو جعفر.. هو يزيد بن القعقاع المخزومي المدني.. و كان تابعيا جليل القدر انتهت إليه رئاسة القراءة بالمدينة المنورة.. قرأ القرآن على عبد الله بن عياش.. و يقال قرأ على أبي هريرة و ابن عباس عن قراءتهم عن أبي بن كعب و صلى بابن عمر وحدث عن أبي هريرة و ابن عباس إلا أنه قليل الحديث.. و روي عنه أنه كانت دوارة بيضاء عند صدره من نور القرآن.. و بعد وفاته قالت أم ولده بعدما مات صارت تلك الغرة بين عينيه.. و روى مغسله أنه وجد على صدره مثل ورقة المصحف فما شك أحد إلا أن ذلك من نور القرآن..

* ابن وردان.. هو عيسى بن وردان المدني و هو الراوي الأول لأبي جعفر..

* ابن جماز.. سليمان بن مسلم بن جماز.. يمني و هو الراوي الثاني لأبي جعفر و روى كذلك عن نافع

 * الإمام يعقوب الحضرمي.. هو يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق مولى الحضرميين.. و كان عالما بحروف القرآن و علمه و مذاهبه و كذلك كان نحويا.

* رويس.. و هو أبو عبد الله محمد بن المتوكل اللؤلؤي البصري

* روح.. و هو أبو الحسم روح بن عبد المؤمن البصري

* الإمام خلف.. و قد سبق ذكره و هو أول راوي عن حمزة.. و هو خلف بن هشام البغدادي و روى عن إدريس البغدادي و إسحاق بن إبراهيم بن عثمان الوراق المروزي..

   و أرى قبل أن ندخل في توضيح الحروف القرآنية و أسرارها و أنوارها أرى من الضرورة ذكر كل ما ورد في كتاب الله من الحروف المنقوصة أو الزائدة لأسباب و حكم و أسرار علمها الله لرسوله الكريم و بها كتب القرآن و بأنوارها اهتدى لكتابتها على الوجه المطلوب الذي هو عليه المصحف الآن بين يدي الناس علم ذلك من أكرمه الله بالفتح الكبير و تعلم ذلك منهم من جاد له بذلك و جهله و طعن فيه من كان نصيبه الحرمان من ذلك..

 

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire